العقيمة ألثكلى

السلام عليكم

أود وأنا أنقل اليكم اول قصة من قصصي أن انوه لكم أن هذه القصص واقعية من أرض الفرات راجية أن تأخذو منها العبرة والفائدة وأن نستفيد من أخطاء الأخرين

والله من وراء القصد
l. العقيمة الثكلى
كانت تتخبط في مشيتها تزاحم المارين الذين كانوا يهرولون مسرعين وجوههم مكفهرة بعد أن شاع خبر في المدينة أن شابا بعمر ولدها أحمد قد سقط في بئر قديم أدى الى موته (حيث أن ولدهاأحمد قد خرج مع أصحابه هذا الصباح الى البادية للنزهة) كانت تسأل هذا وتنادي ذاك ترمقهم بعينين حائرتين دمعتها تأبى النزول وهي تدعو الله أن يكذب الخبر كان صوتهم يفجر أذنيها ليصل الى قلبها الذي تزايدت ضرباته قلقا عندما سمعت احدعم يقول انه أحمد كان صدى هذا الاسم يتردد وكأنها تسمعه من أعماق البحار 00وصلت المشفى وخطت الى طرف الزقاق الذي احتشد بجموع الناس كانت نظراتهم ترمقها بشفقة لاحدود لها وهي تسمع همساتهم :"مسكينة ما لحقت تفرح "00" يا حوينة شبابه " المكرود مكرود " وغيرها من الجمل التي قطعت قلبها المتمزق أما هي فلا تريد أن تسمع ما يقولون لا زال الأمل يدب في قلبها أن لايكون هو !!!
دخلت الغرفة 0وأغمضت نصف عينيها كي لاترى تلك الجثة الممددة في براد الموت ؟؟!!
عثرت بطرف عباءتها فسقطت على الأرض 00عندما فتحوا لها الباب لتتعرف عليه وهي تتمنى لآخر لحظة أن لايكون هو
رفعت بصرها تردد نظراتها القلقة عليه 00صرخت :لالا يا أحمد !ألم يرَ الدهر غيرك ليفجعني به؟؟؟غرّقته بالدموع التي انهمرت انهمار مطر انحبس لسنوات و سنوات 00كان صدى صوتها يملأ آفاق المشفى 00تفجر البكاء من جموع الحاضرين وهم يسمعونها ترثي ولدها الوحيد وتمسح بكفيها المتشنجتين رأسه وتقبل قلبه ووجنتيه وجبهته المتلألئة تضمه الى صدرها متأملة أن تعود الحياة اليه وتطلب منه النهوض ليعودا معاً الى البيت 00أما أحمد فقد أصبح رهين الموت الذي منعه من أن يجيب أغلى الناس على قلبه
رفعت بصرها توزع نظراتها على الحاضرين وكأنها تتوسل اليهنم أن يُعيدوا لهاوحيدها00أما يديها فكانت تضمه بشدة كي لا يأخذوه منها؟؟!
ومن بين الصمت الذي خيم على الحاضرين تقدم شابٌ بخطاًبطيئة وانحنى على رأسها يقبله حتى بلت دموعه ملفعها الحريري قائلاً:كلنا أحمد يا أماه!!؟؟
رفعت رأسها لترى من ؟؟فهي سمعت هذا الصوت من قبل 00فاذا صديق أحمد 00انه آخر من رأى أحمد قبل الحادثة !!رفعت يديها عن أحمد وأخذت تهزه هزا عنيفا قائلة :لمَ تركت أحمد !! أين كنت ؟؟ألا تعلم أن أحمد هو الهواء الذي أتنفسه؟!!
وبينما كانت تعاتبه رفع الحاضرون أحمدَليواروه الثرى 00هاهي أم أحمد تودع ولدها انها الأم التي لم تنجب 00لكنها تحمل حنان أمهات العالم كلهن !!لقد شاء الله أن تكون أم أحمد عقيمة لكن زوجها الذي أحبها كثيراًوبعد أن زوّجته من أخرى من أجل الانجاب سجل أحمد من زوجته الثانية باسمها ليكون ولدهاكي تقر عينها ولاتحزن لعقمها00ربته واعتنت به أكثر مما تعتني أم بولدها 00حتى كبر وأصبح شاباً لقد تعهدته بيديها الحنونتين كعشبة طرية في أرض يابسة !!وهي تحلم بأن يكبر ويصبح رجلاً وها هو ذا الموت يختاره من بقية أخوته لتعودَ عقيمة كما كانت 00000