زمان البعد

زمانُ البعدِ في ألـمٍ توالـى
سقى الأيَّام إذْ تمضي ثِقـالا

وأشواقي تُسائلنـي وتُدمِـي
وقد لفَّتْ على عنقـي حبـالا

تباغتني وما عنـدي جـوابٌ
فتترك دون أجوبتـي تـلالا

وغير الحزن لا أجني إذا مـا
طغى صمتي... فأبتلعُ السؤالا

تسائلني.. تُلحُّ وكنت أصغي
وكان القلب يمتثـل امتثـالا

تزاحمتِ الردود على لسانـي
وإذ بالصمت أصدقهم مقـالا

تسائلني وتعبثُ في فـؤادي
فأذكركم... فأشتعلُ اشتعـالا

أحبةَ خافقي أيضيعُ عمـري
ولا عطفاً أراه ولا وصـالا ؟

أنا كالبحر ميَّزنـي هدوئـي
ليغدو الشعر في لغتي مثـالا

أحبُّ مشاعري مذ كنت طفلاً
وأُلبِسُها النضـارة والجـلالا

أدللها وأمنحـهـا حنـانـي
فأتركها وقـد طفحـت دلالا

ولكن لو رياح الحبِّ هاجـت
وموج النبض في قلبي تعالى

أقدِّمُ خافقي والـروحَ أهـدي
للقياكـمْ.. وأبتهـلُ ابتهـالا

فياللحبُّ كـم أدمـى قلوبـاً
وياللحبُّ كـم أبكـى رجـالا

فباسم الحبِّ دمَّرنا عروشـاً
وباسم الحبِّ زلزلنـا جبـالا

وباسم الحبِّ قاتلنا جيوشـاً
وباسم الحبِّ سيَّرنـا رمـالا

وباسم الحبِّ صافحنا بشوقٍ
نجومَ الليل جمعـاً والهـلالا

وباسم الحبِّ باسم الحبِّ كنَّا
نجوب الأرض نملؤها غِـلالا

أتتْ عيناكِ طوفانـاً فألْقـتْ
على قلبي المهابة والجمـالا

بها حسنٌ شفيـفٌ لا يُدانـى
يفوقُ العقلَ وصفاً والخيـالا

فمزَّق كلَّ أشرعتـي وأبقـى
بقايا الروح تنتفضُ ارتحـالا

وجبتُ الأرض شرقاً ثم غرباً
يميناً تـارةً طـوراً شمـالا

فلم أعرف كهجركمو عذابـاً
ولم أعرف كبعدكمـو وبـالا