شاءت الأقدار أن لا أكون بصيرا

شاءت الأقدار أن لا أكون بصيرا

وأغمض العينين عن نور في إثره نورا

اخبروني كم طبيب في الدنا يبدو جديرا

ليزيل عن عينيك سوادا قد يدوم دهورا

راحت بي الأقدام ابتغي هذا الطب لاستعيد الصورة

أتدرون يا قومي ماذا كان سؤال العالم المشهورا

سؤال واضح في نفسي غريب لكن له تفسيرا

هل عجبت في دنيانا من أمر يوم أن كنت بصيرا

أم شدتك لوحات الكون وبديت لأجلها مسرورا

قلت والعينين أغلقها لعلي التقط للماضي صورة

عجبت من ملاك من عينيه سحرا يملأ الدنيا على قلبي سرورا

وكم عجبت من صورة للبحر ذاك العاشق المغرورا

يحتضن شمس الأصيل بعد ما يكللها بغسق احمر مبهورا

والقمر يلهو بالسماء ببسمة جاب بريقها عيني شهورا

ويا عجبي على حسناء بجمالها أبدت للعالمين غرورا

وطفل يداعب الألعاب من حوله ولا يبدو صغيرا

يراه الأهل طفلا وفي لحظة يبدو بأعينهم كبيرا

صمت يا قومي ولم اسمع للطبيب سوى أنفاسه المحصورة

قلت وحيد أنا أم يرافقني في خيالاتي بصيرا

قال الطبيب من اليوم يا هذا فلن ترى بالعينين نورا

قلت كفى ما رأيت في دنياي احمد ربي على ما رأيت دهورا

لكن سؤالا عبث بخاطري وهدر في نفسي هدورا

قوله لي فلن تكتب الشعر بعد الآن يا شاعرا ببصيرة

لأنك لن ترى تلك الصور لتبدي لك للشعر شعورا

علا صوتي بالله وقلت لن اكتب الشعر ما دمت عاجزا مكسورا ؟

كيف اكتب الشعر ؟ لا لن اكتب الشعر

علت فؤادي زفرة وتبع ذلك صوتا لا يبدو كسيرا

بل سأكتب شعرا ويسمع الأكوان أني لا أضيرا

لا يغرك يا طبيبي أني سأبدو كل عمري ضريرا

بل سأرسم في قلبي بمشاعري صورة وصورة

لو كانت الأيام سلبتني عيونا فيها أسير بصيرا

فالقدرات في نفسي فجرت مشاعر ترسم لكل شيء بالدنا تصويرا

بقلم مشاعري سأرسم للقمر وهو منير

والشمس تلك الجذوة الصفراء وهي تبعث للأكوان نورا

والأطفال براءة كل طفل من أحلامه يبني قصورا

فلوحاتي لو كانت بالواقع تحتاج جهدا كبيرا

لكنها ستبدو في بصيرتي أمرا يسيرا

لم يجد طبيب عيني ما يمليه عليه لسانه تقصيرا

واخبرني بإيجاز أني لو حرمت البصر ومعه الشعورا

فلن أحيا بيوم حزينا بل سأجعل من سمعي للدنا نورا

وأملأ بلساني هذه الحياة سرورا مع سرورا

منقول

قصيدة رائعه مشكور حبيبي على هذا الابداع..والحمد لله على نعمه البصر

» حتى أكون لك عارية